خالد الناصري : قناة تمازيغت ملكا مشاعا للمغاربة والتزام حكومي
أحمد بوكوس : انطلاق القناة الأمازيغية «حدثا تاريخيا « تنفيذا لمنطوق خطاب أجدير
أعلن رسميا، مساء يوم 6 يناير 2010 بفندق حسان بالرباط ، عن انطلاق «قناة تمازيغت « .هذا وفي كلمة افتتاحية، خلال حفل نظم بفندق حسان، أوضح خالد الناصري، وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن «هذا الإعلان لحظة مميزة لكون القناة الأمازيغية ستكون قناة عامة غير متخصصة، وملكا مشاعا للمغاربة أجمعين، وستكون إطارا لإنجاز مهمة المرفق العمومي، ومن شأنها أن تخلق ديناميكية كبيرة تنصهر فيها كل آليات الإعلام السمعي البصري العمومي « خطاب 17 أكتوبر 2001، سلط أضواء جديدة ومتجددة على المسألة الأمازيغية ببلادنا، حيث يعد معلمة منيرة للمسار الإصلاحي ، يقول وزير الإعلام، وسلط أضواء كاشفة على المسألة الأمازيغية لغة وحضارة وثقافة في سياق المشروع الكبير الرامي إلى تشييد المجتمع الديمقراطي المعبأ بشأنه الجميع .
وقال خالد الناصري »اليوم نلمس المسار ونقتنع بأننا اليوم في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة نتوفر على ثماني قنوات تلفزية عندما ستنضاف انطلاقا من هذه اللحظة قناة تمازيغت، لعله مسار للبناء الكمي والنوعي للمشهد الإعلامي الوطني وخاصة قطاع السمعي البصري « .
مسار يقول الوزير أنه يقوده بعزيمة وإصرار ولا يتوقف بفضل التضحيات والقناعات المجددة والراسخة والخبرة المهنية العالية التي يتوفر عليها كل العاملين في هذا القطاع . خالد الناصري وقف على الجانب السياسي للموضوع، لأن «الأمر يتعلق بالتزام حكومي وأكد على أنها لم تكن تخرف عندما كانت تعلن عن موعد إنشاء القناة الأمازيغية التي شكك فيها البعض «، ووصف الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة، انتقاد البعض «في إشارة إلى الحركة الأمازيغية ينطلق من مقاربة ديكارت، ومنهم من مازال يشكك في الأمر كما يشكك في الهواء الذي يشتمه، ولكن هذه هي الديمقراطية التي تتسع لكل الآراء، بما فيها الآراء المختلفة، ولكن كل بحر له نهاية ما عدا بحر الكمال، «نحن على هذا الدرب سائرون ولن نتوقف في المسير، على حد تعبير الوزير . «رغم المصاعب الطبيعية المواكبة لكل مشروع مجدد ومهيكل ولا أخالكم إلا أن تتصورون إنجاز قناة تلفزية ذات برمجة عامة، هو مشروع حضاري ضخم بكل المواصفات، قيل لنا في كثير من المناسبات، لماذا في بضعة أسابيع أنشأتم القناة الرابعة والرياضية وقناة الأفلام إلى آخره، وكنا نقول أيها الإخوة لاتتصوروا بأن الأمرليس بهذا المستوى من البساطة « .
وأشار الناصري إلى أن القناة الأمازيغية، التي انطلقت في بث تجريبي إلى غاية فاتح مارس المقبل، ستكون قناة عامة تعنى بالإعلام والتربية والثقافة والترفيه وغيرها وتتميز عن باقي القنوات الأخرى بكونها لن تبث إلا من إنتاجها الداخلي، كما أنها لن تكون قناة منغلقة على ذاتها بل ستوظف أساسا الاختلاف باعتباره قيمة مضافة في الهوية المغربية المتفردة القائمة على جدلية التنوع والوحدة .
وفي هذا السياق، أوضح خالد الناصري أن «القناة الأمازيغية ستكون إطارا للإغناء والتوحيد في بلورة الهوية المغربية الموحدة حتى تشكل قناة للانفتاح والتسامح والحداثة والتطوير الذي لا يتوقف في إطار ثوابث الهوية الحضارية « . وأكد «أن هذا التراكم مسار للبناء الكمي والنوعي للمشهد الإعلامي الوطني وخاصة منه السمعي البصري معربا عن الأمل في تحقيق مزيد من المكاسب بفضل التضحيات والقناعات الراسخة والخبرة العالية لكل العاملين في القطاع « .
ومن جانبه ، أكد فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على «المنجز التقني المشرف « الذي تم بأطر مغربية مهنية، واعتمد على الوسائل التقنية المتطورة المتعارف عليها عالميا التي تم تجهيز القناة الأمازيغية بها، مشيرا إلى أنها ستبث ما بين 70 و80 في المائة من برامجها بالأمازيغية بتعابيرها الثلاث على أن يبث الباقي بالعربية .
واعتبر أحمد بوكوس عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، من جهته، انطلاق القناة الأمازيغية «حدثا تاريخيا « يؤرخ لمسار جديد لسياسة الدولة في مجال الإعلام تضمن رؤية جديدة للهوية الوطنية التي يشكل الرافد الأمازيغي، لغة وثقافة وحضارة، أحد روافدها الأساسية .
وأعرب بوكوس عن استعداد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لوضع خبرته رهن إشارة القناة في مجال تكوين الأطر الصحافية أساسا ومنشطي البرامج وكذا في مجال المضامين الثقافية للبرامج في إطار استشاري .
وأشار إلى أن هذا المولود الإعلامي الجديد الذي ساهم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في إعداد تصورله، تنفيذا لمنطوق خطاب أجدير، من شأنه « المشروع أن يخدم التنوع الثقافي واللغوي بالمغرب، ويعكس الثراء المادي وغير المادي للثقافة المغربية، ويسهم في تطوير الثقافة واللغة الأمازيغية وتجديدها وتجويدها . وبذلك لايعتبر المعهد وصيا على القناة .
وقدم محمد ماماد مدير القناة الأمازيغية عرضا مسهبا حول برامجها التي ستوجه لمجموع المشاهدين المغاربة وتهتم بانشغالاتهم من خلال البث بشكل يومي لمدة ست ساعات من الإثنين إلى الجمعة، وعشر ساعات يومي السبت والأحد .
وتتمثل هذه البرامج في «إبداعات « «isenflulen والشأن المحلي « «zi tudert n imezdagh) و «أرشيف الأولى ودوزيم « « (dad d dinو «حدث هذا الأسبوع « «ass-a d wass-nâtt و «القنطرة « «tileggwit، و «الموعد الرياضي « «anmuqqar n tunnunt و «أولاد البلاد « «tarwa n tmazirt، و «طريق النجوم « «abrid n ytran، و «هي « «nettat، و «اقتصاد بلادي « «tademsa n tmazirt inw و «مواقف « «amrara و «روافد « «ighbulaو «أش واقع « «amsawâd و «تعليم اللغة الأمازيغية « «yâz، ونشرة الأخبار «ineghmisen و «الرسوم المتحركة « «tifras itmussen و «الإسلام نور « «asidd llislam و «الإسلام والحياة «(lislam d tudert) .